فانتصب بهذا الفعل الذي قد قام مقامه إلا الله لا يجوز إظهاره، فعلى هذا القول يوقف على يَعْلَمُونَ أيضا، وليس يعلمون وقفا إن نصب منيبين حالا بتقدير: فأقم وجهك منيبين إليه، وذلك أن أقم خطاب للنبي صلى الله عليه وسلّم والمراد به أمته، فكأنه قال: وأقيموا وجوهكم منيبين إليه في هذه الحالة، فعلى هذا القول لا وقف من قوله: فأقم إلى شيعا، ومثله: إن جعل حالا من الناس وأريد بهم المؤمنين وَاتَّقُوهُ جائز، ومثله الصلاة، وكذا: من المشركين. وقيل: لا يجوز، لأن ما بعده بيان لهم، أو بدل من المشركين بإعادة العامل شِيَعاً حسن فَرِحُونَ تامّ، ولا وقف إلى يشركون ويُشْرِكُونَ جائز، لأنه رأس آية بِما آتَيْناهُمْ كاف. ثم خاطب الذين فعلوا هذا بخطاب وعيد وتهديد، فقال فتمتعوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ جائز يُشْرِكُونَ تامّ فَرِحُوا بِها حسن: فصلا بين النقيضين يَقْنَطُونَ تامّ، وَيَقْدِرُ كاف يُؤْمِنُونَ تام وَابْنَ السَّبِيلِ حسن وَجْهَ اللَّهِ جائز الْمُفْلِحُونَ تام عِنْدَ اللَّهِ حسن لأنه رأس آية الْمُضْعِفُونَ تامّ، ولا وقف من قوله:
الله الذي خلقكم إلى يحييكم، لأن ثم لترتيب الفعل، لا لترتيب الأخبار ويُحْيِيكُمْ حسن مِنْ شَيْءٍ كاف، وإذا قرئ يُشْرِكُونَ بالتحتية كان تاما يُشْرِكُونَ أتمّ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ كاف، عند أبي حاتم، قال: لأن اللام في لِيُذِيقَهُمْ لام قسم وكانت مفتوحة، فلما حذفت النون للتخفيف كسرت اللام فأشبهت لام كي، وخولف أبو حاتم في هذا، لأن لِيُذِيقَهُمْ متعلق بما قبله، فلا يقطع منه، وما قاله لا يجوز في العربية، لأن لام القسم لا تكون مكسورة قال بعضهم: ولا نعلم أن أحدا من أهل العربية وافق أبا حاتم في هذا القول كما تقدم يَرْجِعُونَ تامّ مِنْ قَبْلُ حسن مُشْرِكِينَ تامّ مِنَ اللَّهِ كاف، عند أبي حاتم إن جعل موضع يومئذ
كاف النَّاسَ عَلَيْها حسن الْقَيِّمُ صالح لا يَعْلَمُونَ كاف مِنَ الْمُشْرِكِينَ جائز شِيَعاً حسن فَرِحُونَ تامّ يُشْرِكُونَ صالح، لأنه رأس آية لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ تامّ، واللام لام الأمر بمعنى التهديد تَعْلَمُونَ صالح