للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالموافق تكفيه الإشارة، ولا ينفع الحسود تطويل العبارة، وعلى الله اعتمادي في بلوغ التكميل، وهو حسبي ونعم الوكيل، وسميته:

منار الهدى، في بيان الوقف والابتداء (١) مقدما أمام المقصود فوائد وتنبيهات تنفع القارئ وتعينه على معرفة الوقف والابتداء ليكون على بصيرة إذا خاض في هذا البحر الزخار، الذي لا يدرك له قرار، ولا يسلك إلى قنته ولا يصار، من أراد السبيل إلى استقصائه لم يبلغ إلى ذلك وصولا، ومن رام الوصول إلى إحصائه لم يجد إلى ذلك سبيلا قد أودع الله فيه علم كل شيء، وأبان فيه كل هدى وغيّ، فترى كل ذي فنّ منه يستمد، وعليه يعتمد، جعله للحكم مستودعا ولكل علم منبعا، وإلى يوم القيامة نجما طالعا، ومنارا لامعا، وعلما ظاهرا، ولا يقوم بهذا الفن (٢) إلا من له باع في العربية، عالم بالقراءات، عالم بالتفسير، عالم باللغة التي نزل القرآن بها على خير خلقه، مزيل الغمة بعثه به بشيرا ونذيرا إلى خير أمة،

ــ

الفنّ، وأنا أذكر مقصود ما فيه مع زيادة بيان محل النزول وزيادة أخرى غالبها عن أبي عمرو عثمان بن سعيد المقري، وسميته:

المقصد لتلخيص ما في المرشد فأقول: الوقف يطلق على معنيين: أحدهما القطع الذي يسكت القارئ عنده.


(١) حذف همزة كلمة «الابتداء» وهذا جائز على بعض لغات العرب، وقد ورد ذلك أيضا في كتاب الله الكريم في قراءة «حمزة» عند الوقف حيث إنه يحذف الهمزة عند الوقف، ووافقه في ذلك هشام.
(٢) شرع الشيخ يبين شروط من يتكلم في هذا العلم الشريف وبين أنه لا يتكلم فيه إلا متمكن من آلة هذه العلوم التي ذكر، وإن علمنا ذلك فينبغي علينا أن نتوقف عند علامات الوقف والابتداء المختلفة التي وضعها علماء القراءات وأن لا نتجاوزها، ولا نقيس ذلك بمجرد العقول والاستحسان، فالأمر أصعب مما قد يتخيل، فمن قال في القرآن برأيه وهو غير عالم فهو مخطئ وإن كان ما قاله صوابا.

<<  <   >  >>