إن جعل هم توكيدا للضمير في فاكهون وأزواجهم معطوفا على الضمير في فاكهون مُتَّكِؤُنَ حسن، ومثله: فاكهة ما يَدَّعُونَ تامّ: إن جعل ما بعده مستأنفا خبر مبتدإ محذوف، أي: وذلك سلام، وليس بوقف إن جعل بدلا من «ما» في قوله: ما يدعون، أي: ولهم ما يدّعون، ولهم فيها سلام كذلك، وإذا كان بدلا كان خصوصا، والظاهر أنه عموم في كل ما يدّعونه، وإذا كان عموما لم يكن بدلا منه، وإن نصب قولا على المصدر بفعل مقدر جاز الوقف على سلام، أي: قالوا قولا أو يسمعون قولا من ربّ، وليس بوقف إن جعل قولا منصوبا بما قبله بتقدير: ولهم ما يدّعون قولا من ربّ عدة من الله. وحاصله أن في رفع سلام ستة أوجه. أحدها: أنه خبر «ما» في قوله:
ولهم ما يدّعون، أي: سلام خالص، أو بدل من ما أو صفة لها أو خبر مبتدإ محذوف، أي: هو سلام أو مبتدأ خبره الناصب لقولا، أي: سلام يقال لهم قولا أو مبتدأ خبره من ربّ، وقولا مصدر مؤكد لمضمون الجملة معترض بين المبتدإ والخبر، وقرئ سلاما قولا بنصبهما وبرفعهما مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ تامّ، للخروج من قصة إلى قصة الْمُجْرِمُونَ كاف
الشَّيْطانَ
جائز، للابتداء بأن مُبِينٌ ليس بوقف، لأن قوله: وأن اعبدوني معطوف على أن لا تعبدوا، وإن جعلت أن مفسرة فيهما، فسرت العهد بنهي وأمر أو مصدرية، أي: ألم أعهد إليكم في عدم عبادة الشيطان وفي عبادتي مُسْتَقِيمٌ كاف كَثِيراً جائز تَعْقِلُونَ كاف وتُوعَدُونَ، وتَكْفُرُونَ، ويَكْسِبُونَ، ويُبْصِرُونَ كلها وقوف كافية عَلى مَكانَتِهِمْ جائز وَلا يَرْجِعُونَ تامّ فِي الْخَلْقِ حسن يَعْقِلُونَ تامّ، للابتداء بالنفي،
يَدَّعُونَ تامّ، وقيل: كاف، وقال أبو حاتم: الوقف التامّ عند سلام بجعله بدلا من ما، وكل من القولين حسن مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ تامّ، وكذا: المجرمون وَأَنِ اعْبُدُونِي حسن، وكذا: مستقيم كَثِيراً صالح تَعْقِلُونَ حسن تُوعَدُونَ كاف، وكذا: تكفرون، ويكسبون، ويبصرون وَلا يَرْجِعُونَ حسن فِي الْخَلْقِ