عن ابن مسعود مرفوعا:«من أراد أن يرتع في رياض مونقة من الجنة فليقرأ الحواميم» ومونقة بصيغة اسم المفعول من التأنيق، وهو شدة الحسن والنضارة، ورأى رجل من أهل الخير في النوم سبع جوار حسان، فقال لمن أنتنّ، فقلن نحن لمن قرأنا نحن الحواميم تَنْزِيلُ الْكِتابِ كاف، إن جعل خبر حم، أي: هذه الأحرف تنزيل الكتاب، وكذا: إن جعل تنزيل خبر مبتدإ محذوف، ولم يجعل ما بعده فيهما صفة، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره الجارّ بعده الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ جائز، العقاب ليس بوقف، لأن ما بعده صفة ذِي الطَّوْلِ حسن، ومثله: إلا هو الْمَصِيرُ تامّ كَفَرُوا حسن، أي: ما يجادل في إبطال آيات الله إلا الذين كفروا فِي الْبِلادِ كاف قَوْمُ نُوحٍ ليس بوقف، لأن قوله: والأحزاب معطوف على: قوم مِنْ بَعْدِهِمْ كاف عن أبي حاتم لِيَأْخُذُوهُ حسن، أي: ليقتلوه بِالْباطِلِ ليس بوقف، لأن بعده لام كي الْحَقَّ ليس بوقف لمكان الفاء فَأَخَذْتُهُمْ حسن، لاستئناف التوبيخ عِقابِ كاف أَصْحابُ النَّارِ تامّ، لا يليق وصله بما بعده لأنه لو وصله به لصار الذين يحملون العرش صفة لأصحاب النار، وذلك خطأ ظاهر، فينبغي أن يسكت سكتة لطيفة بِحَمْدِ رَبِّهِمْ جائز، ومثله:
ويؤمنون به لِلَّذِينَ آمَنُوا كاف، ومثله: وعلما، وكذا: الجحيم على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل ما بعده معطوفا على ما قبله، وحينئذ لا يوقف على: ذرّياتهم، ولا على: الحكيم، بل على السيئات وَالسَّيِّئاتِ
تقدم الكلام على حم في سورة البقرة تَنْزِيلُ الْكِتابِ كاف، إن جعل خبرا لحم، أي: هذه الأحرف تنزيل الكتاب أو جعل خبرا لمبتدإ محذوف ولم يجعل ما بعده فيهما صفة له وإلا فليس بوقف الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ صالح، وإن تعلق ما بعده لأنه رأس آية، وكذا: شديد العقاب ذِي الطَّوْلِ حسن. وقال أبو عمرو: كاف لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن الْمَصِيرُ تام، وكذا: في البلاد مِنْ بَعْدِهِمْ كاف، وكذا: ليأخذوه