بان الشباب وهذا الشيب قد أزفا ... ولا أرى الشباب بائن خلفا
ومثله في عدم الوقف: الحناجر، لأن كاظمين منصوب على الحال مما قبله، وهو رأس آية يُطاعُ كاف، قرئ ولا شفيع بالرفع والجرّ، فالرفع عطف على موضع من حميم ومن زائدة للتوكيد، والجرّ عطف على لفظ حميم، وقوله: وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ من باب
على لا حب لا يهتدي بمناره
أي: لا شفيع فلا طاعة أو ثم شفيع، ولكن لا يطاع خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ليس بوقف، لأن ما بعده معطوف على ما قبله الصُّدُورُ تامّ بِالْحَقِّ كاف، ومثله:
لا يقضون بشيء على القراءتين في يدعون. قرأ نافع وهشام بالتاء الفوقية والباقون بالتحتية الْبَصِيرُ تامّ مِنْ قَبْلِهِمْ كاف وَآثاراً فِي الْأَرْضِ جائز بِذُنُوبِهِمْ حسن مِنَ اللَّهِ كاف، ومثله: فأخذهم الله شَدِيدُ الْعِقابِ تامّ، ولا وقف من قوله: ولقد أرسلنا موسى إلى كذاب لاتصال الكلام بعضه ببعض، فلا يوقف على مبين لأن الذي بعده متصل به، ولا على قارون لمكان الفاء كَذَّابٌ كاف مِنْ عِنْدِنا ليس بوقف، لأن ما بعده جواب لما نِساءَهُمْ حسن إِلَّا فِي ضَلالٍ كاف وَلْيَدْعُ رَبَّهُ حسن دِينَكُمْ ليس بوقف، لأن يظهر منصوب بالعطف على ما قبله الْفَسادَ كاف وَرَبِّكُمْ ليس بوقف، لأن ما بعده متعلق بما قبله الْحِسابِ كاف. وقد اختلف في قوله من آل فرعون بماذا يتعلق، فمن قال
كاظمين، ويطاع، والصدور بِالْحَقِّ كاف لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ تامّ، وكذا: البصير مِنْ قَبْلِهِمْ كاف، وكذا: بذنوبهم مِنْ واقٍ حسن فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ كاف الْعِقابِ تامّ كَذَّابٌ كاف نِساءَهُمْ تام، وكذا: في ضلال، والفساد، والحساب. وقال رجل مؤمن. قال أبو حاتم: هو وقف لمن قال إنه لم يكن من آل فرعون لكنه كتم إيمانه منهم، ومن قال كان منهم وقف على فرعون وهو على التقدير وقف بيان لا كاف ولا تامّ، أي: بين قوله من آل فرعون بماذا يتعلق، فعلى الأول يتعلق بيكتم إيمانه،