لتأكيد القسم وتعظيم المقسم به ولم يسمع زيادة لا مع القسم بالله إذا كان الجواب مثبتا، فدلّ ذلك على أن زيادتها لتوطئة القسم: وقيل نافية لكلام تقدّم عن الكفار من إنكار البعث فقيل لهم لا، ليس الأمر كما زعمتم، فعلى هذا يحسن الوقف على لا، وليس بوقف لمن جعلها زائدة، وقيل: إنها لام الابتداء وليست لام القسم، ولم يقع خلاف في قوله هنا ولا أقسم الثانية أنه بألف بعد لا لأنها لم ترسم إلا كذا بخلاف الأولى، وكذلك: لا أقسم بهذا البلد لم يختلف فيه أنه بألف بعد لا وجواب القسم محذوف تقديره، لتبعثنّ، دلّ عليه: أيحسب الإنسان. وقيل: الجواب أيحسب. وقيل: هو بلى قادرين، وهذه الأقوال شاذة منكرة لا تصح عن قائلها، لخروجها عن لسان العرب، والكلام على ضعفها يستدعي طولا، وذكرتها للتنبيه على ضعفها، والمعتمد الأول. انظر السمين ففيه العجب العجاب، وأشبعت القول لهذا الوقف، وهو جدير بأن يخص بتأليف وهذا غاية في بيانه ولله الحمد اللَّوَّامَةِ كاف ومثله: عظامه بجعل بلى متعلقة بما بعدها. وقال أبو عمرو: الوقف على بلى كاف. والمعنى بل نجمعها قادرين، وقادرين حال من ضمير نجمعها، وقدّره غيره بلى نقدر قادرين فحذف الفعل كما قال الفرزدق:
[الطويل]
ألم ترني عاهدت ربّي أنّني ... لبين رتاج قائم ومقام
عليّ حلفة لا أشتم الدهر مسلما ... ولا خارجا من في زور كلام
أراد ولا يخرج خارجا، وقيل: خارجا منصوب على موضع لا أشتم كأنه قال: لا شاتما ولا خارجا، ومن ذلك قول الشاعر: