فهو حال من الطعام أو من الفاعل وَأَسِيراً حسن، ومثله: لوجه الله، وكذا: ولا شكورا، لأن الكلام متحد في صفة الأبرار قَمْطَرِيراً تامّ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ حسن، ومثله: وسرورا، ولا يوقف على حريرا، لأن متكئين حال من مفعول جزاهم، ولا يجوز أن يكون صفة لجنة عند البصريين، لأنه كان يلزم بروز الضمير. فيقال متكئين هم فيها لجريان الصفة على غير من هي له خلافا للزمخشري حيث جوّز أن يكون متكئين، ولا يرون، ودانية كلها صفات لجنة، ولا يجوز أن يكون حالا من فاعل صبروا، لأن الصبر كان في الدنيا واتكاؤهم إنما هو في الآخرة. قاله مكي: انظر السمين عَلَى الْأَرائِكِ حسن، على استئناف ما بعده، ولا يوقف على زمهريرا، لأن ودانية منصوب بالعطف على جنة كأنه قال: جزاؤهم جنة ودانية عليهم ظلالها، أي: وشجرة دانية عليهم ظلالها، وانظر قول السمين: ودانية عطف على محل لا يرون مع أنه لا يعطف إلا على محل الحرف الزائد، وما هنا ليس كذلك تَذْلِيلًا جائز، ومثله: كانت قواريرا، كاف، أي: إن أهل الجنة قدّروا الأواني في أنفسهم على أشكال مخصوصة فجاءت كما قدروها تكرمة لهم جعلها السقاة على قدر ريّ شاربيها زَنْجَبِيلًا ليس بوقف، لأن عينا بدل من زنجبيلا، فلا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف، وإن نصبت عينا على الاختصاص جاز سَلْسَبِيلًا كاف، وأغرب بعضهم ووقف على وإذا رأيت ثم فكأنه حذف الجواب تعظيما لوصف ما رأى. المعنى: وإذا رأيت الجنة رأيت ما لا تدركه العيون ولا يبلغه علم أحد كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» وما أراده ليس بشيء، لأن ثم ظرف لا ينصرف فلا يقع فاعلا ولا مفعولا وغلط من أعربه مفعولا