النبأ العظيم، يعني القرآن الذي هم فيه مختلفون بين مصدّق ومكذب فذلك اختلافهم، فعلى هذا صح الوقف على كلا، أي: لا اختلاف فيه، والمشهور أن الكلام تمّ على مختلفون، ولا يوقف على كلا في الموضعين، لأنهما بمعنى ألا التي بمعنى التنبيه، فيبتدئ بهما، والثاني توكيد في الوعيد والمعنى ألا سيعلمون. ثم ألا سيعلمون ما يحلّ بهم، يعني بهم أهل مكة، وهو وعيد وتهديد منه تعالى لهم سَيَعْلَمُونَ الثاني تامّ، والوقف على أوتادا، وأزواجا، وسباتا، ومعاشا، وشدادا، ووهاجا، كلها وقوف حسان ثَجَّاجاً ليس بوقف، لأن بعده لام العلة. ومعنى ثجاجا، أي: مثجوجا أي: مصبوبا، ومنه الحديث «أفضل الحج العج والثج» فالعج رفع الصوت بالتلبية، والثج نحر الهدى، ولا يوقف على: نباتا، لعطف ما بعده على ما قبله أَلْفافاً تامّ مِيقاتاً ليس بوقف، لأن يوم بدل من يوم الفصل أو عطف بيان وإن نصب بأعني مقدّرا جاز، وقرئ في الصور بفتح الواو أَفْواجاً حسن، ومثله: أبوابا، وكذا: سراجا مَآباً ليس بوقف، لأن لابِثِينَ حال من الضمير المستتر في الطاغين، وهي حال مقدّرة أَحْقاباً كاف، وأحقابا جمع حق كقفل وأقفال. وقيل مثلث الحاء، أي: دهورا لا انقطاع لها. وقيل:
الحقب ثمانون عاما. قال أبو جعفر: سمعت عليّ بن سليمان يقول: سألنا أبو العباس محمد بن يزيد عن قوله: لابثين فيها أحقابا، ما هذا التحديد وهم لا يخرجون من النار أبدا؟ وله منذ سألنا ثلاثون سنة، وأنا أنظر في الكتب فما صحّ جواب فيها إلا أن يكون هذا للموحدين الذين يدخلون النار بذنوبهم ثم يخرجون منها. نقله النكزاوي وَلا شَراباً تجاوزه أولى غَسَّاقاً حسن،
لمن الملك اليوم. ثم ردّ على نفسه فقال: لله الواحد القهار مُخْتَلِفُونَ حسن كَلَّا لا يوقف هنا عليه ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ تامّ، وقال أبو عمرو: كاف أَوْتاداً جائز، وكذا: سباتا، ومعاشا وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً تامّ، وكذا: سرابا