ومنْ ذلكَ ما وقعَ في لفظِه اختلافٌ بينَ أهلِ العربيّة ورواةِ الحديثِ: ذكرَ في كتابِ (الشين مع الياء) في آخرِه، قال: في الحديثِ: هلْ لكَ مِنْ شاعةٍ؟ الشاعةُ: الزّوجةُ.
قلتُ: هكذا ذَكَرَه بالشِّينِ مُعْجمةً - وبالعين المهملةِ - وقال: في الحديثِ، ولا يَذْكُرُ أيّ حديثٍ هو فلا يعرِفه كلُّ أحدٍ فيظنُّ أنّه من كلامِ النبيّ عليه السلام ومن كلامِ الصحابة.
وهذه اللفظةُ في حديثِ عبدِ المطلبِ بن هاشمٍ، جدِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالها سيفُ ابنُ ذي يَزَن الحميريّ ملكُ اليمنِ لمّا وفَدَ عليه معَ جماعةٍ من قريْشٍ قبلَ أنْ يولدَ لعبد المطَّلب ولدٌ وكانَ سيف قد قرأ الكتب وجالس الأحبار
فجرى بينَه وبينَ عبدِ المطَّلبِ حديثٌ طويلٌ وقالَ له: تأذَنْ لي أن أنظرَ إلى بعضِ جسدكَ؟ فقال: نعم، ما لم يَكُنْ عورةً، فنظرَ في مَنْخَرَيه فقال: أَرى في أحَدِ مَنْخَرَيْك نبوّةً، وفي الآخرِ مُلْكاً، فهلْ لكَ مِنْ شاعةٍ؟ أي زوجةٍ، قال: لا قال: