للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كالرَّاعي يرعى حولَ الحِمى يُوشِكُ أنْ يرتَعَ فيه، ألا وإن لكلِّ ملكٍ حِمى، وإنَّ حِمى اللهِ محارمه": هذا مَثَلٌ ضربه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لمن وقع في الشُّبهات، وأنَّه يقرُب وقوعه في الحرام المحض، وفي بعض الروايات أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "وسأضرب لذلك مثلًا"، ثم ذكر هذا الكلامَ، فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مثلَ المحرمات كالحِمى الذي تحميه الملوكُ، ويمنعون غيرهم من قُربانه، وقد جعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حول مدينته اثني عشر ميلًا حِمى محرمًا لا يُقطعُ شجرُه ولا يُصادُ صيدُه (١)، وحمى عمرُ وعثمان أماكنَ ينبتُ فيها الكلأ لأجل إبل الصدقة (٢).


= النهار وشدة الحر، فرددت الرسول فيه؟ فقال لها: "بذلك أمرت الرسل أن لا نأكل إلَّا طيّبًا ولا نعمل إلا صالحًا".
وذكره الهيثمي في "المجمع" ١٥/ ٢٩١، وقال: فيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف.
(١) رواه مسلم (١٣٧٢) (٤٧٣) من حديث أبي هريرة.
(٢) رواه البخاري (٢٣٧٠) من طريق يونس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس أن الصعب بن جثامة قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا حمى إلَّا لله ولرسوله "، وقال: (القائل هو الزهري): بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى النقيع، وأن عمر حمى الشَّرَف والرَّبَذَةَ.
وفيه أيضًا (٣٠٥٩) من طريق زيد بن أسلم عن أبيه: "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل مولى له يدعى هُنيًّا على الحِمى فقال: يا هُنَيُّ اضمم جناحك عن المسلمين، واتق دعوة المسلمين، فإنَّ دعوة المظلوم مستجابة، وأَدخِل ربَّ الصُّرَيمة وربَّ الغُنيمةِ، وإيّاي ونَعَم ابنِ عوفٍ ونَعَم ابنِ عفَّان؛ فإنَّهما إن تهلِكْ ماشيَتُهما يرجعا إلى نخلٍ وزرع، وإن رب الصريمة ورب الغنيمة إن تهلِك ماشيتُهما يأتني ببنيه، فيقول: يا أمير المؤمنين. أفَتاركُهم أنا لا أبالك؟ فالماء والكلأ أيسر عليَّ من الذهب والوَرِق، وايمُ اللهِ إنهم ليرونَ أني قد ظلمتهم، إنها لَبِلادُهم، فقاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإسلام، والذي نفسي بيده لولا المالُ الذي أحملُ عليه في سبيل الله، ما حميتُ عليهم من بلادهم شِبرًا".=

<<  <  ج: ص:  >  >>