للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَيس دُنيا إلَّا بدينٍ ولَيْـ … ــسَ الدِّين إلَّا مَكارمُ الأَخْلاقِ

إنَّما المَكْرُ والخَديعَةُ في النَّا … رِ هُمَا مِنْ خِصالِ أَهْلِ النِّفاقِ

وإنما يجوزُ المكرُ بمن يجوزُ إدخالُ الأذى عليه، وهم الكفَّارُ المحاربون، كما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الحربُ خدعةٌ" (١).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ولا تَباغضوا": نهى المسلمين عَنِ التَّباغض بينهم في غير الله، بل على أهواءِ النُّفوسِ، فإنَّ المسلمينَ جعلهمُ الله إخوةً، والإِخوةُ يتحابُونَ بينهم، ولا يتباغضون، وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده، لا تدخُلُوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُوا، ألا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السَّلام بينكم" خرَّجه مسلم (٢). وقد ذكرنا فيما تقدَّم أحاديثَ في النَّهي عن التَّباغُض والتَّحاسد.

وقد حرَّم الله على المؤمنين ما يُوقع بينهم العداوة والبغضاء، كما قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: ٩١].

وامتنَّ على عباده بالتَّأليف بين قلوبهم، كما قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: ١٠٣]، وقال: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ


(١) رواه من حديث جابر أحمد ٣/ ٣٩٧ و ٣٠٨، والبخاري (٣٠٣٠)، ومسلم (١٧٣٩)، وصححه ابن حبان (٧٤٦٣).
ورواه أحمد ٢/ ٣١٢ و ٣١٤، والبخاري (٣٠٢٧)، ومسلم (١٧٤٠) من حديث أبي هريرة، وقد روي عن جماعة من الصحابة.
(٢) برقم (٥٤). ورواه أيضًا أبو داود (٥١٩٣)، والترمذي (٢٦٨٨)، وابن ماجه (٦٨) و (٣٦٩٢)، وأحمد ٢/ ٤٩٥، وصححه ابن حبان (٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>