فرجع إلينا، فأيقظنا وقال:«قُومَا فصَلِّيا». قال: فجلستُ وأنا أعركُ عيني، وأقول: إنَّا واللهِ ما نُصلِّي إلا ما كُتِبَ لنا، إنما أنفسنا بيدِ اللَّهِ، فإذا شاء أنْ يبعثَنا بعثَنَا. قال: فولَّى رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول، ويَضرِب بيده على فخذه:«ما نصلي إلا ما كُتِبَ لنا، مَا نُصَلِّي إلا ما كُتِبَ لنا! ! وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدَلاً».
كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - معتنياً بأولاده، مع محبته لهم، ومن مظاهر العناية: زيارتهم، وتفقد أحوالهم، وهذا يدل أيضاً على بشرية النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لمحبته ورعايته أولاده، ويدل على كمال خُلُقه، فلم تكن النبوةُ ومهمامُّها، وما يواجهُه من الأذى والمصائب حائلةً دون رعايته لأولاده، وزيارتهم، وتفقدهم، وفي هذا الموضع ما يخص فاطمة - رضي الله عنها -، وكما قلتُ من قبل: لم يكن يخصها بشَيءٍ من الزيارة والاحتفاء في حياة أخواتها، فهو إمام العادلين - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.
إن تفرد فاطمة في آخر حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - بموت أخواتها كلها، يدعو والدَها النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إلى تكرار الزيارة والإيناس، خاصةً مع قُرْب بيتها، فهو مجاور لبيت عائشة - رضي الله عنها - من جهة الشمال ــ كما سبق بيانه ــ.
ومما يدلُّ على عِنايته - صلى الله عليه وسلم - وزيارتِه ابنتَه فاطمةَ في بيتها ـ زيادةً على ماسبق ـ أحاديثُ كثيرة، دالَّةٌ على ذلك، منها: حديثُ