للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[١٥] صفتها وشمائلها - رضي الله عنها -.]

كانت - رضي الله عنها - تشبه أباها - صلى الله عليه وسلم - في مِشْيَتِه وهَدْيِهِ وسَمْتِهِ.

لم تذكُر كتبُ السُّنةِ المُشرَّفة، والتاريخ، والتراجم إلا شبَهَها بأبيها - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في: مِشيَتِهِ، وهَديِهِ، وسَمْتِهِ، وكَلامِهِ.

وقد تجرأ بعضُ المعاصرين فذكروا شيئاً من صِفتها الخَلقية بما لم يرد له ذكر البتة في كتب المسلمين لا تصريحاً ولا تلميحاً.

وغالب الظن القريب من اليقين أنها أُخذت من كتب الإمامية، أو المستشرقين الذين أخذوا من كتب الإمامية ــ ولا يُعوَّل على ذلك كما لا يخفى ــ.

قال أبو نعيم الأصبهاني (ت ٤٣٠ هـ) - رحمه الله - في وصف فاطمة - رضي الله عنها -:

(ومن ناسكات الأصفياء وصفيات الأتقياء فاطمة ـ رضي اللهُ تعالى عنها ــ، السيدة البَتول، البَضعةُ الشبيهةُ بالرسول، ألوَطُ أولادِه بقلبِه لُصُوقاً، وأولهم بعد وفاته به لحوقاً، كانت عن الدنيا ومُتعتها عازِفة، وبغَوامض عيوب الدنيا وآفاتها عارِفة).

كانت قويةَ النفسِ شُجَاعَةً لا تهابُ في الحق، ففي صغرها ـ مع ضعف المسلمين واضطهادهم ــ لما وضعَ الأشقياءُ كُفَّارُ مكة على ظهْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ـ وهو ساجدٌ ـ سَلا الجَزور؛ أتت فاطمة

<<  <   >  >>