للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين الناس كلِّهم في هذا الجمع الكبير؛ لتغسل الدم، ثم تعالج استمراره بحرق الحصير ووضعه على الجرح، وهذا يدل على بِرِّها، كما يدل على قوتها وصبرها، وحذقها وشجاعتها - رضي الله عنها -.

س: ما سببُ ذهابِ فاطمة - رضي الله عنها - إلى أُحُد؟

يُقال: لما كان يوم أُحد، وانصرف المشركون، خرج النساء إلى الصحابة يعينونهم، فكانت فاطمة فيمَنْ خرج، فلما رأت النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتَنَقَتْهُ، وجعلت تغسل جراحاته بالماء، فيزداد الدم؛ فلما رأت ذلك أخذَتْ شيئاً من حصير فأحرقته بالنار، وكمدته به حتى لصق بالجرح؛ فاستمسك الدم .. ).

عن أم هانئ بنت أبي طالب - رضي الله عنها - قالت: ذهبتُ إلى رسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح، فوجدتُه يغتسلُ، وفاطمةُ ابنتُه تستُرُه، قالت: فسلَّمتُ عليه، فقال: «مَنْ هذه»؟

فقلتُ: أنا أم هانئ بنت أبي طالب.

فقال: «مرحبَاً بأم هانئ».

فلما فرغ من غُسْلِهِ، قام فصلى ثماني ركعات مُلتَحِفَاً في ثوب واحد، فلما انصرف، قلتُ: يا رسول اللهِ، زعَمَ ابنُ أمِّي أنه قاتِلٌ رجُلاً قدْ أجَرْتُهُ، فلانَ بنَ هُبيرة، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «قد أجَرْنَا مَنْ أجَرْتِ (١) يا


(١) الإجارة: الأمان، أي: أمَّنَّا مَنْ أمَّنْتِ.

<<  <   >  >>