ثامناً: تعليمه - صلى الله عليه وسلم - ابنتَه فاطمة - رضي الله عنها -.
الكلام حول هذا المبحث من باب تحصيل الحاصل؛ لأنه مما لا شَكَّ فيه أن المعلِّم الأول والأخير لبناتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومُربيهن هو والدُهن - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخذن منه ومِن خديجة أحسنَ تربية، قبل النبوة وبعدَها، فصلاتُهن، وحجُّهن، وأذكارُهن، وتلاوتُهن للقرآن، وسائر عبادتهن، وجميع محاسن الأخلاق أخذنها مباشرةً مِن والدهن - صلى الله عليه وسلم -، فسواء صحَّت الأحاديث المروية ـ على قِلَّتِها ـ أو لم تصِحَّ، فإنَّ مَصدَر عِلْمِهِنَّ هو والدهنَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد تميَّزَتْ فاطمةُ عن أخواتها بملازمة والدِها - صلى الله عليه وسلم - إلى وفاتِه، وذهابِه معه عام الفتح، وفي حجة الوداع، وقُربِ مَسكَنِها من بيت عائشة - رضي الله عنهما -.
ولا شَكَّ أنَّ بنَاتِ النبيِّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأزواجَه أولَى الناس استفادةً مِن تَعليمِه وتزكيتِه، وكان بهنَّ حريصاً شفيقاً، وبأمَّتِه أجمعين.