للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عارض.

ولو كان بينهما نزاعٌ كبير، وبَغضاءُ ظاهرة، وتنافرٌ بيِّن، لظهر في أحاديث عديدة، ونُقِل بأسانيد صحيحة، وهذا ما لم يحدث، بل نُقِل خلافه ــ ولله الحمد ــ.

ونلحظ في الحديث الأول الطويل برواية مسلم أن عائشة تحكي موقفها من زينب - رضي الله عنهما - وتصفُ صراحةً سببَ الغَيرة، وما فعَلَتْهُ، وردَّها، ومع ذلك تُقدِّم بين يدي حديثِها مَدحاً تفصيلياً لزينب - رضي الله عنها -، وكأنها تُبيِّن عُذرها فيما يصدرُ منها، وهي حِدَّة طبَعِية، سرعان ما تَفِيءُ منها، ومع وصفِها بما يعرضُ لها إلا أنها بادَرَتْ ببيان عدم تأثير ذلك لِسرعة فَيئها، فبدأ الحديثُ عنها وانتصفَ واختتمَ بالمدح والثناء، رغم الاختلافات.

فإذا كان ذلك بين عائشة وزينب، وهما كما يُسمَّى (ضرَّات وجارات)، فأي شَيءٍ يكون بين عائشة وفاطمة، ولكل منهما محبة خاصة عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مع كمال عقلِهما ودينِهما.

[وإن مما يدل على المحبة والصفاء والنقاء بينهما]

أولاً: أنَّ الأصل بين المتَّقين: الصدق والوفاء والمحبة والصفاء، ولم يَرِدْ شَيءٌ يُخالِف هذا بَين أمِّ المؤمنين: عائشة، وبنْتِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: فاطمة - رضي الله عنهما -.

ثانياً: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقسم لعائشة يومين، يومَها ويوم

<<  <   >  >>