للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جهة الشمال في الحائِز الذي بناه مُحرَّفاً على الحجرة الشريفة، يلتقي على ركن واحد ــ ركن خامس ــ؛ لئلا تكون الحجرة الشريفة مربعة كالكعبة، فيتصوَّر جهال العامة أنَّ الصلاة إليها كالصلاة إلى الكعبة، وبقي بقية البيت من جهة الشمال.

[وأما وصف البيت]

فمُشابِهٌ لصفةِ بُيوتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وحجراته، لأنَّ البيوت ـ كما سبق ـ كانت لحارثة بن النعمان - رضي الله عنه - فتحوَّل عنها، وقد جاء وصفها باليُسْر والصغَر، مما يدل على الزهد في الدنيا، وقصر الأمل:

أخرج البخاري في «الأدب المفرد»، وابنُ أبي الدنيا في «قصر الأمل»، وغيرهما، عن عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا داود بن قيس، قال: رأيتُ الحُجُرات من جريد النخل مُغَشَّى من خارجٍ بِمُسُوحِ الشَّعْرِ، وأظنُّ عرضَ البيتِ من باب الحُجْرة إلى باب البيت: نحواً من ستِّ أو سبعِ أذرُع، وأحزِرُ البيتَ الداخلَ: عشْرَ أذرُع، وأظنُّ سُمْكَهُ بين الثمانِ والسَّبْعِ نحوَ ذلك، ووقفْتُ عندَ بَابِ عائشةَ - رضي الله عنها - فإذا هُوَ مُستَقْبِلَ المغْرِبِ.

وأخرجَا ـ أيضاً ـ، وابنُ سعد، وغيرهم، عن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا حُريث بن السائب، قال: سمعت الحسنَ ـ وهو البصري ـ يقول: كنتُ أدخل بيوتَ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، فأتناول سُقُفَها بيدي.

<<  <   >  >>