من كمال دِين فاطمة - رضي الله عنها -، وعَقْلِها، ومحبَّتِها لأبيها النبي - صلى الله عليه وسلم - وبِرِّها به، أنها حَفِظَتْ سِرَّ أبيها ونبيها - صلى الله عليه وسلم -، ولم تُخبْرْ به أحداً حياةَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
وعِلمُهَا بأنه سِرٌّ؛ إمَّا لكونِ النبي - صلى الله عليه وسلم - صرَّحَ لها بأنه سِرٌّ، لا يرغبُ أن يعلمَ به أحدٌ، أو عَلِمَتْ هي بالقرينة الفعلية والحالية، حينما أسرَّ الحديثَ إليها من بين سائر زوجاته في المجلس.
والسِّرُّ هُنا:
١. إعلامُه إياها بأنه ميِّتٌ مِن مَرَضِهِ ذلك.
٢. أنها سيِّدةُ نِساءِ أهلِ الجنة، وأولُ أهلِهِ لُحوقاً به.
قال العلماء: يجوز إظهار السرِّ إذا انتهى وقتُه، بإظهار اللهِ له، أو أظهرَه صاحبُه الذي أسرَّ به.