للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكُسِرَتْ ربَاعِيَّتُهُ (١)، وهُشِمَتْ البَيْضَةُ (٢) على رأسِه (٣)، فكَانت فاطمةُ - عليها السلام - تغْسِلُ الدَّمَ، وعَليٌّ يُمسِك، فلما رأتْ أنَّ الدمَ لا يزيدُ إلا كثرةً، أخذَتْ حصِيراً فأحرَقَتْهُ حتَّى صَارَ رمَادَاً (٤)، ثم ألزَقَتْهُ؛ فاستَمْسَكَ الدَّم».

متفق عليه.

وفي رواية للبخاري: وعليٌّ يأتي بالماء على تُرسِه وفي رواية يسكب الماء بالمِجَنِّ. و (فحُشي به جُرْحُه). والمِجَنُّ هو التُّرْس.

تأمل فعلها هذا، مع هول المصيبة، وشدة الواقعة، وما أُشيع ـ حينئذ ـ من موت النبي - صلى الله عليه وسلم -، والأنظار تتجه إلى موضعه، وقد علاه الجهد، وسال الدم على وجهه الشريف - صلى الله عليه وسلم -، ومع ذلك تنفرد فاطمة من


(١) ذكر ابن العراقي أن الرباعية هي: السن التي تلي الثنية من كل جانب، وللإنسان أربع ثنايا، وهي الواقعة في مقدَّم الفم: ثنتان من أعلى، وثنتان من أسفل. وتليها الرباعيات أربع أيضاً: ثنتان من أعلى، وثنتان من أسفل. وقد تبيَّن مما تقدم أن الذي كسر من رباعياته الرباعية اليمنى السفلى.
(٢) كُسرت الخوذة، وهي مما يُلبَس على الرأس من آلات الحرب.
(٣) الفاعل لهذه الجريمة الشنيعة: عبداللَّه بنُ قَمِئَةَ، وقيل: عُتبةُ بن أبي وقاص.
(٤) قال المهلَّب: فيه أن قطع الدم بالرماد من المعلوم القديم المعمول به إلخ.

<<  <   >  >>