وكذا كانت معه في حجة الوداع (١٠ هـ) - رضي الله عنها -.
وقد نَوَّه بذكرها في مَواطن:
في مكة على الصفا: يافاطمة سليني من مالي، لا أغني عنك من اللَّه شيئاً، وفي خُطبتِه: لو أن فاطمة بنت محمد سرقَتْ لقطعتُ يدها.
وفي خُطْبته ـ لما أراد عليٌّ أن يتزوَّج عليها ـ: فاطمةُ بَضعَةٌ مِنِّي، يُريبني ما يُريبُها.
ومن خصائصها:
أن عقِب النبي - صلى الله عليه وسلم - انحصر في ولدها، فمِنْهَا امتدادُ ذريته - صلى الله عليه وسلم - مِن بَعده، وأن المهدي المنتظر ــ عند أهل السنة والجماعة ـ من ولد الحسن بن علي - رضي الله عنهما -.
ومن ذلك: إسرار النبي - صلى الله عليه وسلم - لها بقُرْبِ أجَلِهِ، وأنَّها أوَّلُ أهلِهِ لحاقاً به.
وقد حَفِظَتْ لأبيها السِّرَّ الذي استودَعها إياه، فلم تُخبِرْ به أحدَاً، مع تشوُّفِ نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى معرفته، وكُنَّ حاضرات كلُّهُنَّ وقتَ الإسرار، وشاهدوا أمرَاً غريباً من بُكائها ثم ضَحِكها في وقت قريب.