قَرابَةً، وقد جِئتُ في حَاجَةٍ، فلا أرجِعَنَّ كما جِئتُ خَائِبَاً، فاشْفَعْ لي إلى رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ويحك يا أبا سفيان، واللَّهِ لقد عزمَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - على أمر ما نستطيع أن نكلمَه فيه، فالتَفَتَ إلى فاطمة - رضي الله عنها -، فقال: يا بنتَ محمَّدٍ، هل لكِ أن تَأمُرِي بَنِيْكِ هَذَا، فيُجِيرَ بَينَ الناس؛ فيَكُونَ سَيِّدَ العَرَبِ إلى آخر الدهر؟
فقالت فاطمة - رضي الله عنها -: واللَّهِ ما بلغَ بَنِييَّ ذاكَ أنْ يُجيرَ بَينَ الناس، وما يُجيرُ أحدٌ على رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.
أقول: يُلحظ أنَّ في رواية ابنِ إسحاق، لم يطلُبْ أبو سفيان من فاطمة أن تشفع، بل أن تأمُرَ ولدَها الحسن - رضي الله عنهم -، بخلاف رواية الواقدي، وموسى بن عُقبة، ومِقْسَم، وعكرمة ــ واللَّهُ أعلم ــ.