للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما قيل بأنها لُقِّبَتْ بالزهراء؛ لأنها لم ترَ دماً في حيض ولا نفاس، فغير صحيح، ولايثبت أنها لم ترَ ذلك.

وأول من وقفت عليه ذكر هذا اللقب: ابنُ حبان (ت ٣٥٤ هـ)، ثم بعده عددٌ غفيرٌ من العلماء، وفي هذا القرن الرابع ذُكر في كتب الإمامية، ولا يُعلَم أيُّهم أوَّل.

وما دام أن أختَيها: رقية، وأم كلثوم - رضي الله عنهما -، ابنَتَي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وُصِفَتا بالنُّورَين، في تلقيبِ الخليفة الراشد: عثمان بن عفان بِـ «ذي النورين» - رضي الله عنه -، وهو وَصْفٌ قديم مَشهُورٌ مجمع عليه؛ لأجلِ زواجِه بابنتَي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - واحدةً بعد الأخرى؛ فإن وصف فاطمة بالزهراء مثلهما، فالنور والزهر بمعنى واحد.

لذلك لا أرى بأساً بتلقيبها بالزهراء ــ واللَّهُ أعلَم ــ.

وأحسنُ منه وأصحُّ وأفضلُ: اللقب الثابت «السيدة» سيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء أهل الجنة.

وأحسن من ذلك كلِّه قول:

فاطمةُ بنتُ النبيِّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -؛ لنِسْبَتِهَا الشَّرِيفَةِ، وللصَّلَاةِ عَلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وآلِه.

<<  <   >  >>