للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اختلف العلماء في هذا التمييز لغير عقب فاطمة - رضي الله عنها - = ذرية السبطين الحسن والحسين - رضي الله عنهم -:

منهم مَن يرى أنه لا يجوز لأحدٍ من غير ذرية السبطين لُبْس العمامة الخضراء أو الشُّطْفَةِ الخضراء، المختصة عرفاً بذرية السبطين؛ لئلا يحصل اختلاط في الأنساب، وقد يسبب ذلك اختلاطاً وإشكالاً في الاستفادة من الأوقاف المخصصة للأشراف من ذرية السبطين.

ذكر ذلك وشدَّدَ فيه بعضُ المتأخرين من المالكية، بل رأوا تأديب مَن يلبسها من غير ذرية السبطين.

ويبدو أن الاختصاص لم يستمر؛ لأنَّ الدسوقي المالكي (ت ١٢٣٠ هـ) يرى أنه لَمْ تَعُدْ الشطفة الخضراء في زمانه مختصةً بالأشراف، وذكر أنه عمَّت بها البلوى، ولَبِسَها غيرُهم، فلا تأديبَ إذَنْ.

ومع ذلك يرى أنَّ الأفضلَ عدمُ لُبْسِها لغير ذُرية السبطين.

ومِن العلماء مَن يرى الجواز، وأنه لا دليل على تخصيص اللباس الأخضر، ولا على منع غيرهم من لبسه، وأن الاختلاط والاشتباه متوهَّم؛ لأن الأنساب محفوظة مضبوطة لا تتأثر باللباس.

فيجوز للناس كلهم لبس العمائم الخضر، وأن يُلقَّب غيرُ الهاشميين بالأشراف.

<<  <   >  >>