للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن الأجنة ومراحل تكوينها ولست طبيباً حتى أتتبع تكوين الجنين من خلية واحدة إلى مائة بليون خلية كل خلية تؤدى ما خلقت له.

ولكن بعض الخواطر العلمية يمكن أن تتسع لها هذه الصفحات مع احترامى الدائم لدقة المتخصصين.

إنَّ انقسام الخليَّة الواحدة (البويضة الملقحة) إلى ملايين الخلايا المتخصصة أمر محير حقا.

فهى تصبح مجموعة من الألياف المتراصة لتكوين العضلات. وهى تصبح بنكرياس فتقوم بإفراز الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم وهى تكون الغدة الدرقية فتفرز الهرمونات الحاثة على تنظيم الحرارة.

وهى تكون المعدة فتفرز العصارات الهاضمة التي تهضم الطعام ولا تهضم نفسها.

وتكون الأمعاء الدقيقة التي تقوم بالامتصاص.

وتكون كرات الدم الحمراء التي تحمل الأوكسجين إلى جميع الجسد.

أما أسرار الغدة النخامية التي تعتبر بجدارة (ملكة الغدد) فتحتاج إلى دراسة واسعة إنها تقوم بإفراز عشرة هرمونات هذه الهرمونات تحث كثير من الأعضاء على أداء وظائفها وتقوم بعملية التنسيق بين الأعضاء.

إنَّ الغدة النخامية بفصوصها الثلاثة تنظم عملية النمو للجسد وإفراز اللبن اللازم للإرضاع والذى يزداد تركيزاً كلما زادت حاجة الطفل وتنظيم الحياة الجنسية وما يلزمها من تكوين النطفة والبويضة وتنظيم عملية إدرار البول بما تتجلى فيه آيات الله (١) .

- - - - - - - - - -

(١) يفرز الجسد ١٨٣ لتراً من البول في اليوم الواحد وهذا المقدار إذا خرج من الجسد فسوف يلزم الإنسان أن يشرب مثل هذا القدر من الماء ويمكن أن ندرك خطورة هذا الأمر ولكن الله سبحانه كلف الغدة النخامية أن تفرز هرمون يفرض على الكلى أن تعيد النظر في هذا القدر من البول فتحتفظ للبدن بمقدار ١٨١.٥ لتراً من الماء وتخرج لتراً ونصف فقط وبذلك تقى الإنسان شراً مستطيراً ومن السهل أن يعلم القارئ الكريم أن هذا الرقم يأتي نتيجة دوران كمية الماء الموجودة في الجسم عدة مرات في اليوم الواحد.

<<  <   >  >>