للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نار من عند الله من السماء وأكلتهم.. وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت.. وكل من لم يجد مكتوبا في سفر الحياة. طرح في بحيرة النار.

وكانت آمال النعيم المحسوس تساور القدسين في صدر المسيحية , فضلا عن عامة العباد بين غمار الدهماء ومن أشهر هؤلاء الأقطاب المعدودين رجل عاش في سوريا في القرن الرابع الميلادى وترك بعده تراتيل مقروءة يتغنى بها طلاب النعيم.

وهو القديس (أفريم) الذي يقول في أحد هذه التراتيل (ورأيت مساكن الصالحين رأيتهم يقطر منهم العطر , ويفوح منهم العبير. تزينهم صفائر الفاكهة والريحان , وكل من عف عن خمر الدنيا تعطشت إليه خمور الفردوس، وكل من عف عن الشهوات تلقته الحسان. في صور طهور)

فأتباع الأديان السماوية جميعا يؤمنون بالنعيم المحسوس.

فليس بدعا من القول ما سجل القرآن من نعيم وعقاب محسوس. ولم ينفرد القرآن بذلك كما ادعى المستشرقون.

إنَّ التعبير بالمحسوسات كما جاء في القرآن تعبير يفهمه الخواص والعوام.

أما التعبير بالمعانى المجردة والحقائق المثالية , فلغة يفهمها الخواص فقط.

ومعلوم أن كل الناس ليسوا فلاسفة.

[الجانب المعنوى من الجزاء:]

اهتم القرآن الكريم بالجانب المعنوى من الجزاء كما اهتم بالجانب الحسى منه.

وذلك لأن القرآن يخاطب العامة والخاصة بالآية الواحدة.

ولكل من الجماعتين تصوره الخاص به.

وسوف نوجز بعض أنواع النعيم الغير محسوس. أو النعيم المعنوى في القرآن الكريم.

<<  <   >  >>