للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن تكلم عن الماضي صدقه التاريخ، وإن تكلم عن الحاضر صدقته نتائج الأحداث، وإن تكلم عن المستقبل صدقته الليالى والأيام، وإن تكلم عن الكون صدقه العلم الحديث.

والذى نعرفه أن الغيب عنيد وكل من دخل الغيب بدون إذنٍ من صاحب الغيب سبحانه فإن الغيب يخطِّؤُه حتى ولو كان نبياً.

فيعقوب عليه السلام اجتهد مرتين في مسائل غيبية، المرة الأولى عندما عاد بنوه وقالوا له (إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) عند ذلك قال يعقوب

(بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)

قالها فأصاب حدسه وتخمينه، ومرة ثانية جائه بنوه وقالوا له: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ)

عند ذلك اجتهد يعقوب ثم قال لهم: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)

ولكن اجتهاده في هذه المرة لم يوصله للحقيقة.

الغيب عنيدٌ، وكل من دخله بدون إذنٍ من صاحب الغيب سبحانه خطأه الغيب.

فما سر أن يأتي الغيب دائماً كما أخبر القرآن؟

هذا ما سنعيشه مع هذه الصفحات.

[موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - من المغيبات:]

تؤكد سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحاديثه الصحيحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبرأ من نسبة الغيب لنفسه.

روى الإمام البخاري أن جويريات كن يضربن بالدف يذكرن آبائهن من شهداء بدر حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ.

<<  <   >  >>