لم يأت التعبير هنا على منهج القرآن في الإيجاز، فلم يقل إنهم في النار. بهذا الإيجاز الذي تعودناه في الأسلوب القرآني ولكن قال:(فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ)
فما سر هذا الإسهاب؟
إنَّ القرآن أتى على مواطن الراحة والبرد وهى الهواء والماء والظل.
وأخبر أنها مصادر التعذيب ليقطع عليهم كل أمل.. فالهواء سموم.
والسموم: هو الهواء السام الذي يدخل من مسام الجلد فيهلك صاحبه مع أن الناس يلتمسون الراحة في الهواء البارد.
والماء.. مصدر الحياة والراحة ومنظره يذهب الحزن ولكن الله جعله حميم ليعذبهم به:(وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ)