للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليخبر أن العذاب سينصب عليه حتى تحدث خصومة بينهم وبين جلودهم؟

أم أن الذي خلق الإنسان أوحى بهذا السر إلى نبيه؟

(تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

كل آية في القرآن تشهد أن هذا القرآن من عند الله وموضوع الإعجاز العلمي في القرآن لابد أن يدرس في كتبه الخاصة به والتي سبق أن ذكرتها فقد ألقيت فيه سلسلة من المحاضرات لطلاب جامعة القاهرة عام ١٩٧٣

وطبعتها بالعربية والكردية يمكن الرجوع إليها.

وقد تعجب القرآن من الذين جحدوا بآيات الله مع أن قلوبهم على يقين من صدقه قال تعالى: (أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)

الكفر ظلم للفطرة وإهانة للعقل وقد اعتبرت السورة الكريمة إنكار نزول القرآن من عند الله مداهنة وطلاءً للقلوب بالأهواء حتى تحجبها عن الحق وهذا يعنى أن كفرهم مجرد مكابرة عن الهداية (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)

إن الإنسان كنود يأكل خير الله ويجحد شكره، ونعم الله لا تحصى وعطاؤه لا ينضب لذلك لامَهُم القرآن إذ جعلوا شكر رزقهم أنهم يكذبون بالله ويكفرون به وكان أولى بهم أن تسمر فيهم النعم شكرا وأن يؤمنوا بالله خالقاً

[مع الغيب في القرآن مرة ثانية:]

بعد أن تكلمت عن الإعجاز القرآني بجوانبه الثلاثة البياني والتشريعي والعلمي يحسن هنا أن أتكلم عن منهج آخر للاستدلال وهو أن القرآن الكريم

<<  <   >  >>