للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تفسيراً يبعده عن الاعتقاد في الاتصالات بعالم الروح فقالوا إن السبب في الأحلام هو الشوق إلى لقاء الأعزاء الراحلين، أو تحقيق أملٍ فشلنا في تحقيقه في اليقظة، أو صراع الكبت مع الرغبات، أو ما يشبه هذا فتتجسد هذه الخواطر في غيبة الوعي، وربما عقَّد - القاف مشددة - علماء النفس المسألة مع بساطتها وقالوا إن الإلحاح في لقاء الموتى بالرؤيا وسيطرة هذه الأحلام على وجدان الحالم عقدة نفسية تحتاج إلى تحليل وعلاج.

ولكن تفسير علماء النفس للأحلام لايزيد عن كونه مجرد محاولة لتفسير ظاهرة إنسانية هذه المحاولة خاضعة للصواب والخطأ، وأعظم ما يؤخذ على علماء النفس هو عدم تفريقهم بين الرؤيا والأحلام، وعجزهم التام عن وضع تفسير لظاهرة الرؤيا الصادقة التي تأتى كفلق الصبح كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماها (المبشِّرات) والقرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً فرق بين الأحلام والرؤيا، فهو لا يستعمل كلمة حُلم إلا جمعاً (أحلام) ويربط بينهم وبين كلمة أضغاث قال تعالى: (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ)

(بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ)

والضغث كما جاء في المصباح المنير هو قبضة حشيش مختلط رطبها بيابسها ومنه قوله تعالى: (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ)

فالأضغاث هو الجمع بين المختلط ويتناسب معه الأحلام بالجمع لأن النائم يرى تداخلاً وزحاماً ينسي بعضه بعضاً بسبب تداخل الأحلام واختلاطها

<<  <   >  >>