للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعنى الثانى:

إن الموت ينقلنا إلى عالم اليقين , عندما نشاهد المغيبات بعين اليقين: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)

وهناك.. يستوى الجميع في التصديق , فليس بعد عين اليقين دليل.

وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل

ولكن هذا التصديق لا وزن له عند الله , إذا لم يسبق بإيمان في الدنيا.

قال تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)

وقال تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا)

قال قتادة: المؤمن أيقن في الدنيا فنفعه يقينه , والكافر أيقن في الآخرة حيث لا ينفع اليقين.

...

والقرآن الكريم قَسَّمَ اليقينَ إلى درجات ثلاث:

علم اليقين:

وهو ما نشأ عن إدراك عقلى للحقيقة. ودل عليه البرهان القاطع.

وتسميته (بعلم اليقين) من باب تكريم العقل.

عين اليقين:

وهو ما يولد في النفس من علم نتج المشاهدة.

قال تعالى: (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ)

<<  <   >  >>