للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودليل على ذلك. أنك تعلم غدا أنك اليوم في نقصان.

أو ما سمعت الله تعالى يقول لنبيه: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)

وإن أردت القرب منه فاشتغل بدلالة عباده عليه، فهى حالات الأنبياء عليهم السلام فقد آثروا تعليم الخلق على خلوة التعبد.

هكذا يعيش أصحاب الهمم العالية، والنفوس الكبيرة. بينما تنشغل الجموع من حولهم بالخوض في الحياة خوض الأطفال في الماء الراكد، لا يعرف أحدهم على أي شيء سينزل قدمه، لأن الماء تغطى الأرض، ولا يعرف أحدهم أين الطريق.

هؤلاء جماعة.

ولكن.. ليس كل الناس يقوون على الانتظام في هذا السباق فهمم الناس تختلف، واستعدادهم يتفاوت ولو تساوى الناس كلهم في الأولوية لفقدت الأولوية الصدارة.

لذلك جعل الله سبحانه عبادات الإسلام، ومحرماته على رتبتين..

الرتبة الأولى: تمثل الجانب الإلزامى، الذي يستطيعه كل إنسان، ولا يسع أي مسلم أن يقصر فيه.

أعنى بذلك إقامة الفرائض، واجتناب الكبائر.

الرتبة الثانية: من العبادات ما سبق أن بينته في سلوك المقربين، من إتيان النوافل، واجتناب ما فيه شبهة.

قال تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا)

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)

أما سورة النجم فقد ذكرت سبب مغفرة الله لهذه الجماعة. أنه علم الله سبحانه بتأثير المادة على سلوكنا، فنسبنا السماوى

<<  <   >  >>