للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فالخلاصة: أن معنى الحصور الممتنع عن جماع النساء، وهذا لا نزاع فيه، إنما خلاف العلماء في السبب الذي منعه من جماع النساء، ولا يخفى أن دلالة السياق إرادة المدح، ولا يكون كذلك إلا إذا كان تركاً للشهوات مع قدرته عليها، ولذا قال أبو حيان بعد ذكر أقوال المفسرين: (والذي يقتضيه مقام يحيى عليه السلام، أنه كان يمنع نفسه من شهوات الدنيا، من النساء وغيرهن، ولعل ترك النساء زهادة فيهن كان شرعهم إذ ذاك) (١).

والله تعالى أعلم.

قال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٥٢)} [آل عمران:٥٢].

٢٠/ ٢ - قال ابن عقيل: ({مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} أي: مع الله اهـ) (٢).

الدراسة:

فسر ابن عقيل [إلى] في هذه الآية بمعنى: [مع]، وهو قول الجماعة كما قال ابن الجوزي (٣)، وروي عن السدي، وابن جريج (٤)، وغيرهم، و [إلى] تقارب معنى [مع] في اللغة، وذلك إذا ضممت شيئاً إلى آخر (٥)، كقوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} [النساء:٢] أي: مع (٦).


(١) ينظر: البحر المحيط ٢/ ٤٤٨.
(٢) ينظر: الواضح ١/ ١٢٠.
(٣) ينظر: زاد المسير ١/ ٣٢٠.
(٤) جامع البيان ٥/ ٤٣٧.
(٥) ينظر: معاني القرآن وإعرابه ١/ ٤١٦، لسان العرب ١٤/ ٢٣٨، القاموس المحيط ١/ ١٧٣٨.
(٦) الجامع لأحكام القرآن ٤/ ٦٢.

<<  <   >  >>