الحمد للَّه، والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، وبعد:
فقد سعدت بالاطِّلاع على هذه الأرجوزة المباركة (القوافي النَّديَّة في السِّيرة النَّبويَّة) على صاحبها أفضل الصَّلاة والسَّلام، للأستاذ الشَّاعر الأديب محمَّد جودة فيَّاض، فألفيتها أرجوزة نافعة في نظم السِّيرة النَّبويَّة المباركة، حيث قام المؤلِّف - أكرمه اللَّه - بالغوص في أعماق السِّيرة، واستخراج دررها، و نظم عقودها، بأسلوبٍ بديعٍ سهل، وقسَّمها إلى أحداث، ووضع لكلِّ حدثٍ عنوانًا، ثم تناول الحديث عنه في أبيات من بحر الرَّجز، بقوافٍ متنوِّعة، في كل باب، ولم يفته أن يختم بالحديث عن شمائل الرَّسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وقد رجع إلى مصادر متنوِّعة، يستقي منها مادة النَّظم، وقد أثبتها في آخر الكتاب.
وبهذا يكون المؤلِّف - أثابه اللَّه - قد جمع بين العلم والأدب في تناول السِّيرة العطرة، ومعلوم أنَّ النَّظم أيسر في الحفظ من النَّثر، ولهذا كثر نظم المتون في سائر الفنون، وأقبل طلبة العلم على هذه المنظومات، لعظم نفعها وسهولة حفظها.
أسأل اللَّه أن يبارك في المؤلِّف وأن ينفع بهذا الكتاب المبارك قرَّاء السِّيرة النَّبويَّة العطرة، وصلِّ اللَّهمَّ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلِّم.