للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[غزوة الأحزاب]

بَنُو الْيَهُودِ قَدْ أَرَادُوا حَرْبَنَا ... فَحَرَّضُوا النَّاسَ عَلَى الْقِتَالِ (١)

عَشَرَةٌ مِنَ الْأُلُوفِ جُمِّعُوا ... تَآلَبُوا عَوْنًا عَلَى الضَّلَالِ

سَلْمَانُ قَدْ أَرَادَ حَفْرَ خَنْدَقٍ (٢) ... لِيَحْمِيَ الْقَوْمَ مِنَ الْجُهَّالِ

نُبَايِعُ النَّبِيَّ فِي مَحَبَّةٍ ... وَيُفْتَدَى بِالنَّفْسِ بَلْ وَالْآلِ

وَبُورِكَ الطَّعَامُ مِنْ صَفِيِّنَا (٣) ... قَدْ أَطْعَمَ الْجُنْدَ مَعَ الْإِقْلَالِ

اضْرِبْ شَفِيعَنَا فَتِلْكَ صَخْرَةٌ ... عَصَتْ عَلَى مَعَاوِلِ الرِّجَالِ

مَمَالِكُ الشَّامِ نَرَى قُصُورَهَا ... جَلِيَّةً مِنْ جِهَةِ الشَّمَالِ

كُنُوزُ كِسْرَى كُلُّهَا بَدَتْ لَنَا ... فَإِنَّهَا قَرِيبَةُ الْمَنَالِ

وَأَقْبَلَ الطُّغَاةُ فِي غُرُورِهِمْ ... فَبِئْسَ قَوْمُ السُّوءِ وَالْوَبَالِ

فَغَطَفَانُ خَرَجُوا بِجُنْدِهِمْ (٤) ... لَا خَيْرَ يُرْتَجَى مِنَ الْخَبَالِ

وَعَبَرَ الْخَنْدَقَ بَعْضُ خَيْلِهِمْ ... وَكَانَ ذَلِكَ مِنَ الْمُحَالِ

عَمْرُو بْنُ وُدٍّ شَهِدُوا مَصْرَعهُ ... فَفَرَّ جَمْعُهُمْ بِلَا نِزَالِ (٥)


(١) خرج عشرون رَجُلاً من زعماء اليهود وسادات بني النَّضِير إلى قريش يَحُضُّونَهُم على غزو الرَّسُولِ (- صلى الله عليه وسلم -) وَيُوَالُونَهُم عَلَيْهِ ووعدوهم مِنْ أنفسهم بالنَّصْرِ لهم.
(٢) سَلْمَانُ الفَارِسِي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)، أشار عَلَى النَّبِيِّ (- صلى الله عليه وسلم -) بحفر الخندق.
(٣) التمس جابر بن عبد الله مِنَ النَّبِيِّ (- صلى الله عليه وسلم -) سِرًّا أنْ يَأْتِيَ فِي نَفَرٍ مِنْ أصحابه فقام النَّبِيُّ (- صلى الله عليه وسلم -) يجمعُ أهْلَ الخَنْدَقِ وهم أُلُوفٌ فأكلوا وشبعوا وبقيت بُرْمَةُ اللَّحم تَغُطُّ به كما هي وبقي العجين يُخْبَزُ كما هو. وجاءت أُخْتُ النُّعْمَانِ بن البَشِير بحفنةٍ مِنَ التَّمْرِ فبَدَدَّه النَّبِيُّ (- صلى الله عليه وسلم -) فَوْقَ ثَوْبٍ ثُمَّ دعا أهْلَ الخَنْدَقِ فجعلوا يأكلون منه والتَّمْرُ يزيد.
(٤) قبلت غَطَفَانُ وأهْلُ نجد فِي ستة آلافٍ حَتَّى نَزَلُوا بذنب نَقْمَى إلى جانب أُحُد.
(٥) عِكْرِمَةُ بن أبي جَهْلٍ وضِرَارُ بن الخَطَّابِ وعَمْرُو بن وُدٍّ والأخير قتله عَلِيُّ بن أبي طَالِب.

<<  <   >  >>