في تحفة فنيِّة شعرية، نَظَم الشَّاعر محمد جودة فيَّاض السِّيرة النَّبويَّة العطرة، على صاحبها أفضل الصَّلاة والسَّلام، بأحداثها الدَّسمة، موجزًا إيَّاها بطريقة سلسة فريدة، تمتع الرُّوح وتجلي النَّفس، ماخرًا بقاربه عباب بحر الرَّجز، ليصل إلى القارئ ميسِّرًا عليه حفظ وفهم السِّيرة العطرة بلا تعقيد في اللَّفظ أو تكلّف في الوزن، مستمدًّا أحداثها من أمَّهات المصادر الثِّقات. وهو إذ يخوض تجربته الشِّعريَّة مستندًا إلى موهبته ودراسته، ظلَّ عاكفًا على مؤلَّفه اثنتي عشرة سنة ما بين ناظم ومنقِّح، إلى أن وصل إلى مرحلة التَّدقيق والتَّحقيق فغيَّر الكثير من الأبيات حتَّى استطاع الوصول إلى تلكم الدُّرر من الشِّعر الفصيح، وبالتَّالي إلى هذه الصورة الَّتِي خرج عليها الكتاب.