للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

سَتَظَلُّ سيرة النَّبِيِّ (- صلى الله عليه وسلم -) هي الرَّصيد التَّاريخي الأول الَّذِي تستمد منه الأجيال المتلاحقة من وَرَثَةِ النُّبُوَّةِ وحملة مشاعل العقيدة زادَ مسيرها وعناصر بقائها وأصول امتدادها.

وَوَضَعْتُ في هذا الكتاب منهج نبيِّكم بين أيديكم، ووصفت النَّبِيَّ (- صلى الله عليه وسلم -) وصفًا دقيقًا في أدبه وتواضعه ولباسه وطعامه وشرابه وصلاته وعبادته وكلامه وآدابه مع أهله وأصحابه، وتعامله مع الوفود ومع عَامَّةِ المسلمين وخَاصَّتِهِم.

فقد كان النَّبِيُّ (- صلى الله عليه وسلم -) مُحَلَّى بصفاتٍ منقطعة النَّظير، أَدَّبَهُ رَبُّهُ فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهُ حتَّى خَاطَبَهُ مُثْنِيًا عليه، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} سورة القلم.

والنَّبِيُّ (- صلى الله عليه وسلم -) هو أَعْظَمُ بَشَرٍ في الوجود اسْتَضَاءَ بنور ربِّه حتَّى صار خُلُقُهُ القرآن.

ولقد شَرَحْتُ غريبَ الألفاظ، حتَّى تتحققَ الفائدة المَرْجُوَة من فَهْمِ السِّيرة النَّبويَّة بكامل معانيها ودِلَالَاتِهَا.

أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أنْ يَجْعَلَ هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأنْ يَتَقَبَّلَهُ منِّي ويجعله في ميزان حسناتي، لعلِّي أنال به شفاعة المُصْطَفَى (- صلى الله عليه وسلم -) يوم القيامة، ذلك اليوم الَّذي لا ينفع الإنسان فيه إلَّا أَنْ يُقْبِلَ على اللهبقلبٍ سالمٍ مِنَ الشِّرك، فقد قال الله سبحانه:

{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)} (سورة الشعراء) اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ هَذَا الْعَمَلَ واجْعَلْهُ خَالِصًا لِوَجْهِكَ الكَرِيم.

وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.

<<  <   >  >>