فَكَانَت وزارة ابْن مَيْمُون شهرا وَثَلَاثَة ايام ثمَّ قبض عَلَيْهِ واحدره الى الْبَصْرَة فَمَاتَ بهَا ٣ فاستكتب المتقي لله على خَاص امْرَهْ ابا الْعَبَّاس احْمَد بن عبد الله الاصبهاني وَلم يلتق البريدي بالمتقي وَمضى اليه الامير ابو مَنْصُور بن المتقي لله بالنجمي ليسلم عَلَيْهِ فَلبس البريدي ثِيَاب سوَادَة وتلقاه فِي احسن زِيّ ونثر عَلَيْهِ الدَّنَانِير ٣ وارسل المتقي على يَد القَاضِي احْمَد بن عبد الله بن اسحاق الْخرقِيّ وابي الْعَبَّاس الاصبهاني يُطَالِبهُ بِحمْل المَال فَقَالَ للْقَاضِي انصحه (٤) وعرفه خبر المعتز والمهتدي بِاللَّه ان خليته (٥) مَعَ الاولياء ليطلبن نَفسه فَلَا يجدهَا
فَكَانَ الْجَواب ان حمل اليه خَمْسمِائَة الف دِينَار فوهب للخرقي مِنْهَا خَمْسَة الاف دِينَار بعد مائَة وَخمسين الف دِينَار ٠٦) ٣ وَكَانَ البريدي يامر عسكره بالتشغيب على الْخَلِيفَة فَرَجَعت المكيدة عَلَيْهِ حَتَّى شغبوا