الحَدِيث فوهب لي دَنَانِير كَثِيرَة فَلَمَّا كَانَ بعد مُدَّة سَأَلَني فَقَالَ يَا ابا بكر أيش خبر الصَّبِي الْمَوْلُود فَقلت قد احْتَاجَ الى الْقَمِيص ايها الاستاذ وَهُوَ عُرْيَان فاستدعى الخازن وَقَالَ احضر مَا عنْدك من الْخرق فجَاء بِأَكْثَرَ من عشْرين كارة (١) من الْقصب والديبقي والديباج والعتابى فَقَالَ للخازن اعطه من كل شىء الرّبع فَأَعْطَانِي مَا حمله جمَاعَة من الحمالين وَبعث الْبَاقِي عَن كسْوَة ابْني وَأَهلي بِتِسْعَة الاف دِرْهَم
وقبر ابي بكر عِنْد قبر عمر الزَّاهِد فِي الصّفة الَّتِى تقَابل قبر مَعْرُوف الْكَرْخِي (٢) رَحمَه الله
وَفِي هَذِه السّنة كثر موت الْفجأَة بالطاعون فَجَلَسَ اُحْدُ الْقُضَاة بسواده فِي الْجَامِع ليحكم فَمَاتَ
وافتض رجل بكرا فَمَاتَ على صدرها
وَكَانَ كافور الاخشيدي قد ولى شبيب بن جرير الْعقلِيّ (٣) عمان والبلقاء فعلت منزلتهة واشتدت شوكته وغزا الْعَرَب وتتجمعت عَلَيْهِ فعصى على كافور واخذ دمشق وَسَار اليها فِي عشرَة الاف فَخر عَن فرسه مَيتا فَفِي ذَلِك يَقُول المتنبي يمدح كافورا ... عَدوك مَذْمُوم بِكُل لِسَان ... وَلَو كَانَ من اعدائك القمران (٤)
قَالَ ابْن جني هَذَا مدح وَيحْتَمل ان يكون هجاء بَان يَجعله مستخلفا سَاقِطا والساقط لَا يعاديه الا مثله وَخرج عَن ذَلِك يَقُول ... وَللَّه سر فِي علاك وانما ... كَلَام العدى ضرب من الهذيان ...
يَقُول فِيهَا ... برغم شبيب فَارق السَّيْف كَفه ... وَكَانَا على العلات يصطحبان
اتته المنايا فِي طَرِيق خقية ... على كل سمع حوله وعيان
وَلَو سلكت طَرِيق السِّلَاح لردها ... بطول يَمِين واتساع جنان
تقصده الْمِقْدَار بَين صحابه ... على ثِقَة من دره وامان
وَهل ينفع الْجَيْش الْكثير التفافه ... على غير مَنْصُور وَغير معَان ...
وَفِي هَذِه السّنة خلع الْمُطِيع لله على بختيار وقلده امرة الامراء ولقبه عز الدولة
وَعقد لابي عَليّ بن الياس على كرمان وَتزَوج عز الدولة بنته فِي رَجَب