وَكَثُرت عَدَاوَة النَّاس لحامد لاسقاطه لارزاقهم ونقصا لَهُ (١) فَكَانَ ذَلِك سَبَب عَزله
وَكَانَ عَليّ بن عِيسَى يكْتب ليطالب جهبذ الْوَزير اسعده بِكَذَا فَسقط بذلك
وَجرى بَين مُفْلِح وَبَين حَامِد مناكرة فَقَالَ حَامِد قد صَحَّ عزمي على ابتياع مائَة اسود اقودهم واسمي كل وَاحِد مِنْهُم مفلحا
وَكَانَ المقتدر يَسْتَدْعِي ابْن الْفُرَات ويشاوره وَهُوَ مَحْبُوس
وَاتفقَ انه أنفذ الى المقتدر وَسَأَلَهُ ان يقْرضهُ الف دِينَار اثْنَا عشر الف دِينَار فاجابه الى ذَلِك حَيَاء من رده مَعَ مَا اخذ من امواله فَلَمَّا اخذ ابْن الْفُرَات المَال جَاءَ بِهِ الى المقتدر فافرغه بَين يَدَيْهِ وَقَالَ يَا امير الْمُؤمنِينَ مَا تَقول فِي رجل يسترزق فِي كل شهر هَذَا فاستعظم المقتدر ذَلِك وَقَالَ وَمن الرجل فَقَالَ ابْن الْحوَاري هَذَا سوى مَا يصله من الْمَنَافِع ويناله من الْفَوَائِد
ورد ابْن الْفُرَات الدَّنَانِير وسعى مُفْلِح لتقليد ابْن الْفُرَات الوزارة واعتقل عَليّ بن عِيسَى وَسلم الى زَيْدَانَ القهرمانة
وخلع على ابْن الْفُرَات تَقْلِيد الوزارة الثَّالِثَة وعَلى ابْنه واخيه وجلسوا فِي دُورهمْ بسوق الْعَطش التهنئة وَسَأَلَ ان يُعَاد الى دَاره بالمخرم (٢) وَكَانَت قد اقطعت للامير ابي الْعَبَّاس فاذن لَهُ المقتدر فِي ذَلِك
وَقبض ابْن الْفُرَات على جمَاعَة من اسباب عَليّ بن عِيسَى فيهم ابْن مقلة
واشير على ابْن الْحوَاري بالاستتار وَقيل لَهُ ان المقتدر لم يطو عَنْك وزارة ابْن الْفُرَات الا لتغير راي فِيك فَقَالَ لَا انكب نَفسِي وَستر حرمه
ثمَّ قبض ابْن الْفُرَات على ابْن الْحوَاري وَقبض على صهره مُحَمَّد بن خلف النيرماني (٣) وتوسط ابْن قرَابَة حَاله فصادره على سَبْعمِائة الف دِينَار وصادر ابا الْحُسَيْن بن بسطَام صهر حَامِد على مِائَتي الف دِينَار
وَشرط المقتدر على ابْن الْفُرَات ان لَا ينكب حامدا وان يناظره على مَا عَلَيْهِ فناظره بِمحضر الْكتاب والقضاة وَقَالَ المقتدر انه خدمني وَلم يَأْخُذ رزقا وَشرط عَليّ ان لَا اسلمه لمكروه فاضطره ابْن الْفُرَات الى قَرَار حَامِد على وَاسِط وَكَانَ يتَأَوَّل عَلَيْهِ تَأْوِيلا ديوانيا
وَكَانَ حَامِد يُطَالب بِمَا حَسبه من الْفِقْه (٤) على البثوق فِي ايام الخاقاني وَهِي مِائَتَان