وقلد ابا سهل اسماعيل بن عَليّ النوبختي اعمال الْمُبَارك وَجعل الى كل وَاحِد مُطَالبَة حَامِد
فَأَما ابو سهل فَكَانَ يخلط الْمُطَالبَة بِرِفْق وَكَانَ البزوفري يسْتَعْمل ضد ذَلِك فَكَانَ حَامِد يَقْصِدهُ الى دَاره فر رِدَاء ونعل حَذْو مَعَ هَيْبَة حَامِد الْعَظِيمَة ومنزلته الجسيمة مُنْذُ سِتِّينَ سنة
فَلم ينفع ذَلِك فِي البزوفري بل زَاد عَلَيْهِ انه ابْتَاعَ ضياعات سلطانية بنواحي الجامدة فِي ايام الخاقاني بِخَمْسِمِائَة الف دِينَار وَابْن الْفُرَات يحمل البزوفري على مَا يعتمده وَكَاتب ابْن الْفُرَات ان حامدا مُمْتَنع من اداء مَا عَلَيْهِ مَعَ ميل اهل الْبَلَد اليه واحتواء يَده على اربعمائة غُلَام لكل وَاحِد مِنْهُم غلْمَان وَسَبْعمائة راجل فاجابه ابْن الْفُرَات ان المقتدر قد تقدم الى مُفْلِح بالانحدار فِي جَيش للقبض على حَامِد فاظهر البزوفري الْكتاب قبل وُصُول الْقَوْم
فَحِينَئِذٍ اصْعَدْ حَامِد فِي سَائِر جَيْشه وَكتابه وغلمانه وَضربت البوقات يَوْم خُرُوجه وَخرج اصحابه بَعضهم فِي المَاء وَبَعْضهمْ على الطَّرِيق وَلم يقدر البزوفري على مَنعه فكاتب على اجنحة الطُّيُور بِالْحَال فانفذ المقتدر نازوك الى الْمَدَائِن للقبض عَلَيْهِ فاخذ ناوزك مَا وجده لَهُ فاستتر حَامِد
وَجَاء اُحْدُ الجهابذة فتقرب الى المقتدر بِمِائَة الف دِينَار لحامد عِنْده
وارجف النَّاس بِبَغْدَاد ان المقتدر امْر حامدا بالاستتار ليقْبض على ابْن الْفُرَات ويعيده الى مرتبته
فاستتر آل ابْن الْفُرَات واسبابه غير الْوَزير
وَكَانَت سَعَادَة حَامِد قد تناهت فَصَارَ الى دَار المقتدر وَعَلِيهِ ثِيَاب الرهبان وَمَعَهُ مونس خادمه فَصَعدَ الى دَار الحجبة فَقَالَ لَهُ نصر لم جِئْت الى هَا هُنَا وَلم يقم لَهُ وَاعْتذر بانه تَحت سخط الْخَلِيفَة
وَقَالَ المفلح الاسود وَهُوَ الَّذِي يتَوَلَّى الاسْتِئْذَان على الْخَلِيفَة انه تَحت رَحْمَة (١) وَمثلك من أَزَال متعانية وَقَالَ حَامِد لمفلح تَقول لمولانا امير الْمُؤمنِينَ عَنى ايثاري