وانا اوكل فِي بيعهَا فامر بصفعه فصفع خمسين صفعة واحدره الى وَاسِط مَعَ خَادِم وَعشرَة فرسَان وَذَلِكَ فِي عَاشر شهر رَمَضَان سنة احدى عشرَة وثلاثمائة
وشاع بِبَغْدَاد ان حامدا اشْتهى بيضًا فَطرح لَهُ الْخَادِم فِيهِ سما فاكله فَلحقه ذرب وَدخل واسطا وَهُوَ مثخن فَقَامَ اكثر من مائَة مجْلِس
فاراد البزوفري (١) الِاسْتِظْهَار لنَفسِهِ فَاحْضُرْ القَاضِي وشهوده وَكتب ان حامدا وصل الى وَاسِط فتسلمه البزوفري وَهُوَ عليل من ذرب وان تلف من ذَلِك فانما مَاتَ حتف انفه
فَلَمَّا دخل الشُّهُود وَقد قرر مَعَ حَامِد الاشهاد على نَفسه قَالَ لَهُم ان ابْن الْفُرَات الْكَافِر الْفَاجِر المجاهر بالرفض وبغض بنى الْعَبَّاس رَحْمَة الله عَلَيْهِم عاهدني وَحلف بِالطَّلَاق وايمان الْبيعَة على ان اقررت باموالي لم يسلمني ابْنه (٢) وصانني على الْمَكْرُوه وولاني فَلَمَّا اقررت سلمني الى ابْنه فعذبني ودفعني الى خادمه فسقاني بيضًا مسموما وَلَا صنع للبزوفري فِي دمي الى وقتنا هَذَا وَلكنه لعنة الله كفر احساني وَنسي اصطناعي فاغرى ابْن الْفُرَات بِي وسعى على دمي ثمَّ اخذ قِطْعَة من اموالي وَجعل يحشوها فِي الْمسَاوِر البرنون (٣) ويبتاع الْوَاحِدَة مِنْهَا بِخَمْسَة دَرَاهِم وفيهَا امتعة تَسَاوِي ثَلَاثَة الاف دِينَار فَاشْهَدُوا على مَا شرحته
وَتُوفِّي حَامِد (٤) فِي دَار البزوفري لَيْلَة الْخَمِيس لثلاث عشرَة خلت من شهر رَمَضَان سنة احدى عشرَة وثلاثمائة وَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ القاضى وَالشُّهُود بواسط
واخذ مِنْهُ ابْن الْفُرَات الف الف وثلاثمائة الف دِينَار
وَقبض المحسن عَليّ ابي احْمَد مُحَمَّد بن منتاب الوَاسِطِيّ صَاحب حَامِد فصادره على مائَة الف دِينَار
وَحكى التنوخي عَن بعض الْكتاب قَالَ حضرت مائدة حَامِد بن الْعَبَّاس وَعَلَيْهَا عشرُون نفسا وَكنت اسْمَع انه ينْفق على مائدته مِائَتي دِينَار فاستقللت مَا رايت ثمَّ خرجت فرايت فِي الدَّار نيفا وَثَلَاثِينَ مائدة مَنْصُوبَة على كل وَاحِدَة ثَلَاثُونَ نفسا وكل