مائدة مثل الْمَائِدَة الَّتِي كَانَت عَلَيْهَا حَتَّى البوارد والحلوى وَكَانَ لَا يَسْتَدْعِي أحدا إِلَى طَعَامه بل يقدم إِلَى كل قوم فِي أماكنهم وَكَانَت الموائد فِي الدهاليز وَكَانَ يقدم لكل من يحضر جديا فَيكون الجداء بِعَدَد النَّاس وَيرْفَع مَا بَقِي فتقسمه الغلمان
وَقَالَ حَامِد إِنَّمَا فعلت هَذَا لأنني حضرت قبل علو أَمْرِي عَليّ مائدة بعض أصدقائي وَقدم عَلَيْهَا جدي فعولت على أكل كليته فَسَبَقَنِي رجل فَأكلهَا فاعتقدت فِي الْحَال أَن وسع الله عَليّ أَن أجعَل جداء بِعَدَد الْحَاضِرين
وَركب حَامِد وَهُوَ عَامل وَاسِط إِلَى بُسْتَان لَهُ فَرَأى فِي طَرِيقه دَارا محترقة وشيخا يبكي وَحَوله نسَاء وصبيان على مثل حَاله فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل هَذَا رجل تَاجر احترقت دَاره فافتقر وأفلت بِنَفسِهِ وَعِيَاله على هَذِه الصُّورَة فَوَجَمَ سَاعَة ثمَّ قَالَ فلَان الْوَكِيل فجَاء فَقَالَ اريد ان اندبك لأمر ان عملته كَمَا اريد فعلت بك وصنعت وَذكر جميلا وَإِن تجاوزت فِيهِ رسمي فعلت بك وصعنت وَذكر قبيحا فَقَالَ مر بامرك فَقَالَ ترى هَذَا الشَّيْخ قد الْمَنِيّ قلبِي لَهُ وَقد تنغصت عَليّ نزهتي بِسَبَبِهِ وَمَا تسمح نَفسِي بالتوجه إِ ١ لى بستاني إِلَّا بعد ان تضمن لي اني إِذا عدت العشية من النزهة وجدت الشَّيْخ فِي دَاره وَهِي كَمَا كَانَت مَبْنِيَّة مجصصة نظيفة وفيهَا الْفرس والصفر وَالْمَتَاع من صنوفه وصنوف الْآلَات مثل مَا كَانَ فِيهَا وعَلى جَمِيع عِيَاله من كسْوَة الشتَاء والصيف مثل مَا كَانَ لَهُم
قَالَ الشَّيْخ فَتقدم إِلَى الْخَادِم ان يُطلق مَا اريده وَإِلَى صَاحب المعونه ان يقف معي ويحضر كل مَا اريده من الصناع فَتقدم حَامِد بذلك وَكَانَ الزَّمَان صيفا فَاحْضُرْ اصناف الروزجاية والبنائين فَكَانُوا ينقضون بَيْتا ويطرحون فِيهِ من يبنه وَقيل لصَاحب الدَّار اكْتُبْ جَمِيع مَا ذهب مِنْك فَكتب حَتَّى المكنسة والمقدحة واحضر جَمِيع ذَلِك وَصليت الْعَصْر وَقد سقفت الدَّار كلهَا وجصصت وغلقت الابواب وَلم يبْق إِلَّا الْبيَاض والطوانيق فانفذ إِلَى خامد وَسَأَلَهُ التوفق فِي الْبُسْتَان وان لَا يركب مِنْهُ إِلَى ان يُصَلِّي العشا الاخيرة وَقد بيضت الدارت وكنست وفشت وَلبس الشَّيْخ وَعِيَاله الثِّيَاب وَدفعت اليهم الصناديق والخزانة مَمْلُوءَة بالامتعة.
واجتاز حَامِد وَالنَّاس مجتمعون لَهُ كانه نَهَار فِي يَوْم عيد فضجوا بِالدُّعَاءِ لَهُ فَتقدم الى الجهبد بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم يَدْفَعهَا إِلَيْهِ يزيدها فِي بضاعته وَسَار حَامِد إِلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute