للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أُمُور عَظِيمَة جَازَت حد الْقيَاس وَخرجت عَن سنَن الْعَادة وَظهر لكل ذِي عقل من تأييد الله لهَذَا الدّين وعنايته بِهَذِهِ الْأمة وَحفظه للْأَرْض الَّتِي بَارك فِيهَا للْعَالمين بعد أَن كَاد الْإِسْلَام أَن وكر الْعَدو كرة فَلم يلوعن وخذل الناصرون فَلم يلووا على وتحير السائرون فَلم يدروا من وَلَا إِلَى وانقطعت الْأَسْبَاب الظَّاهِرَة وأهطعت الْأَحْزَاب الْقَاهِرَة وانصرفت الفئة الناصرة وتخاذلت الْقُلُوب المتناصرة وَثبتت الفئة الناصرة وأيقنت بالنصر الْقُلُوب الطاهرة واستنجزت من الله وعده الْعِصَابَة المنصورة الظَّاهِرَة فَفتح الله أَبْوَاب سمواته لجنوده الْقَاهِرَة وَأظْهر على الْحق آيَاته الباهرة وَأقَام عَمُود الْكتاب بعد ميله وَثَبت لِوَاء الدّين بقوته وَحَوله وأرغم معاطس أهل الْكفْر والنفاق وَجعل ذَلِك آيَة للْمُؤْمِنين إِلَى يَوْم التلاق

فَالله يتم هَذِه النِّعْمَة بِجمع قُلُوب أهل الْإِيمَان على جِهَاد اهل الطغيان وَيجْعَل هَذِه الْمِنَّة الجسيمة مبدأ لكل منحة كَرِيمَة وأساسا لإِقَامَة الدعْوَة النَّبَوِيَّة القويمة ويشفي صُدُور الْمُؤمنِينَ من أعاديهم ويمكنهم من

<<  <   >  >>