.. وَمن حَقه أَنا يَمُوت صبَابَة ... كَمَا مَاتَ أحباب على الْمَوْت تَابع
وَإِنَّا لنَرْجُو أَن نقوم بِحقِّهِ ... إِلَى حِين يَأْتِي حيننا وننازع
عَسى الله فِي الجنات يجمعنا بِهِ ... فَكل امرىء منا بذلك طامع
فَلَا أوحشت مِنْهُ موَاضعه الَّتِي ... بِهِ أهلت وَالْيَوْم هن بَلَاقِع
وَكَانَ بهَا يَتْلُو الْقرَان مُفَسرًا ... غوامضه حَتَّى تنير الْمَوَاضِع
وَلَا بَرحت تهمي سحائب رَحْمَة ... عَلَيْهِ كَمَا تهمي عَلَيْهِ المدامع ...
تمت وَالْحَمْد لله وَحده
للشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ مرثية فِي الشَّيْخ رَحمَه الله ... ياموت خُذ من أردْت أَو فدع ... محوت رسم الْعُلُوم والورع
أخذت شيخ الْإِسْلَام وانفصمت ... عرى التقى واشتفى أولو الْبدع
غيبت بحرا مُفَسرًا جبلا ... حبرًا تقيا مُجَانب الشِّبَع
فَإِن يحدث فَمُسلم ثِقَة ... وَإِن يناظر فَصَاحب اللمع
وَإِن يخض نَحْو سييوبه يفه ... بِكُل معنى فِي الْفَنّ مخترع
وَصَارَ عالي الْإِسْنَاد حافظة ... كشعبة أَو سعيد الضبعِي
وَالْفِقْه فِيهِ فَكَانَ مُجْتَهدا ... وَذَا جِهَاد عَار من الْجزع
وجوده الْحَاتِمِي مشتهر ... وزهده القادري فِي الطَّبْع
أسْكنهُ الله فِي الْجنان وَلَا ... زَالَ علينا فِي أجمل الْخلْع ...