للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. فَإِن كنت بالمقضي يَا قوم رَاضِيا ... فربي لَا يرضى بشؤم شكيتي

فَهَل لي رضَا مَا لَيْسَ يرضاه سَيِّدي ... فقد حرت دلوني على كشف حيرتي

إِذا شَاءَ رَبِّي الْكفْر مني مَشِيئَة ... فَهَل أَنا عَاص فِي اتِّبَاع الْمَشِيئَة

وَهل لي اخْتِيَار ان أُخَالِف حكمه ... فبالله فاشفوا بالبراهين علتي ...

الْجَواب

الْحَمد لله رب الْعَالمين ... سؤالك يَا هَذَا سُؤال معاند ... تخاصم رب الْعَرْش باري الْبَريَّة

وَهَذَا سُؤال خَاصم الْمَلأ الْعلَا ... قَدِيما بِهِ إِبْلِيس أصل البلية

وَمن يَك خصما للمهيمن يرجعن ... على أم رَأس هاويا فِي الحفيرة

ويدعى خصوم الله يَوْم معادهم ... إِلَى النَّار طرا معشر الْقَدَرِيَّة

سَوَاء نفوه أَو سعوا ليخاصموا ... بِهِ الله أَو ماروا بِهِ للشريعة

وأصل ضلال الْخلق من كل فرقة ... هُوَ الْخَوْض فِي فعل الْإِلَه بعلة

فإنهمو لم يفهموا حِكْمَة لَهُ ... فصاروا على نوع من الْجَاهِلِيَّة

وَإِن مبادي الشَّرّ فِي كل أمة ... ذَوي مِلَّة قدسية نبوية

بخوضهم فِي ذَلِك صَار شركهم ... وَجَاء دروس الْبَينَات بفترة

فَإِن جَمِيع الْكَوْن أوجب فعله ... مَشِيئَة رب الْخلق باري الخليقة

وَذَات إِلَه الْخلق وَاجِبَة بِمَا ... لَهَا من صِفَات وَاجِبَات قديمَة ...

<<  <   >  >>