للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. إِلَّا أَنَّهَا نفس وللنفس حرَّة ... وقلب وَقد يشجى ويضنيه وجده

وَلست بناس عهد خل تغيبت ... محاسنه والخل يحفظ عَهده

وَمَا عذر دمع لَا يَجِيش بدمعه ... غَدَاة نأى عَنهُ الصّديق ورفده

يروم الْأَمَانِي والمنايا تصده ... وَمَا حِيلَة الراجي إِذا حَار قَصده

عَلَيْك أَبَا الْعَبَّاس فاضت مدامعي ... وقلبي لبعدي عَنْك أجج وقده

على مثلك الْآن المراثى مُبَاحَة ... وَإِن غاض دمعي فالدماء تمده

شددت عرى الْإِسْلَام شدَّة عَارِف ... قوي على الْأَعْدَاء لم يأل جهده

تركت لَهُم دنياهم ترك عَالم ... علا قدره عِنْد الْإِلَه ومجده

وَكنت لمجموع الطوائف مقتدى ... وعقدا لهَذَا الدّين أبرم عقده

وَكنت ربيعا للمريد وعصمة ... فمذ صرت تَحت الأَرْض صوح ورده

جمعت عُلُوم الْأَوَّلين مَعَ التقى ... إِلَى الْوَرع الشافي الَّذِي شاع حَمده

وَكنت تَقِيّ الدّين معنى وَصُورَة ... قؤولا وَخير القَوْل عنْدك جده

رحلت وخلفت الْقُلُوب جريحة ... تذوب وجيش الصَّبْر قد قل جنده

عَلَيْك سَلام الله حَيا وَمَيتًا ... مدى مَا بدى نجم وأشرق سعده ...

تمت وَهِي إثنان وَخَمْسُونَ بَيْتا

<<  <   >  >>