للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وَمَا كَانَ إِلَّا التبر عِنْد امتحانه ... يبين لعين الحاذق النَّقْد نَقده

وَكَانَ يَقُول الْحق وَالْحق حلوه ... مرير لهَذَا كَانَ يكره رده

وَفِي الْحق لم تَأْخُذهُ لومة لائم ... وَلَا خَافَ من غمر تشدد حرده

وَمَا كَانَ إِلَّا السَّيْف غارت يَد الْعلَا ... عَلَيْهِ فَردته كَمَا غَار غمده

وَلم تلهه الدُّنْيَا وزخرفها الَّذِي ... يروق لمن لم يؤنس الدَّهْر رشده

لقد فقدت مِنْهُ المحاسن زينها ... وَلما يُفَارق علمه الجم وجده

وخضبت الأقلام بعد مدادها ... عَلَيْهِ دَمًا قد فاض بالطرس مده

فللدهر مَا ضم الثرى من مُحَقّق ... وَيَا لَك من عض تثلم حَده

وَكَانَ إِمَامًا يستضاء بنوره ... وبحرا من الأفضال قد غيض عده

وَكنت أَرْجَى أَن أرَاهُ ونلتقي ... وَلَكِن قَضَاء الله من ذَا يردهُ

ترى الْمَوْت مألوف الطباع وَرُبمَا ... يُعلل بالمألوف من لَا يوده

فآه على تَفْرِيق شَمل مجمع ... وحر فؤاد بَان مذ بَان برده ...

<<  <   >  >>