بعد حمد الله الَّذِي هُوَ فاتح كل كَلَام وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على رَسُوله مُحَمَّد خير الْأَنَام وعَلى آله وَأَصْحَابه البررة الْكِرَام أَعْلَام الْهدى ومصابيح الظلام
يَقُول أفقر عباد الله وأحوجهم إِلَى عَفوه مَا حَكَاهُ الشَّيْخ الإِمَام البارع الْهمام افتخار الْأَنَام جمال الْإِسْلَام ركن الشَّرِيعَة نَاصِر السّنة قامع الْبِدْعَة جَامع أشتات الْفَضَائِل قدوة الْعلمَاء الأماثل فِي هَذَا الْجَواب من أَقْوَال الْعلمَاء وَالْأَئِمَّة النبلاء رَحْمَة الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ بَين لَا يدْفع ومكشوف لَا يتقنع بل أوضج من النيرين وَأظْهر من فرق الصُّبْح لذِي عينين والعمدة فِي هَذِه الْمَسْأَلَة الحَدِيث الْمُتَّفق على صِحَّته ومنشأ الْخلاف بَين الْعلمَاء من احتمالي صيغته
وَذَلِكَ أَن صِيغَة قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تشد الرّحال ذَات وَجْهَيْن نفي وَنهي لاحتمالهما فَإِن لحظ معنى النَّفْي فمقتضاه نفي فَضِيلَة واستحباب شدّ الرّحال وإعمال الْمطِي إِلَى غير الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة إِذْ لَو فرض وقوعهما لامتنع رفعهما فَتعين توجه النَّفْي إِلَى فضيلتهما