قَالَ الحاكي لي فَقلت لَهُ بَلغنِي عَنْك أَنَّك قلت فِي آخر الْمجْلس لما أشهد الْجَمَاعَة على أنفسهم بالموافقة لَا تكْتبُوا عني نفيا وَلَا إِثْبَاتًا فَلم ذَاك
فَقَالَ لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا أَنِّي لم أحضر قِرَاءَة جَمِيع العقيدة فِي الْمجْلس الأول وَالثَّانِي لِأَن أَصْحَابِي طلبوني لينتصروا بِي فَمَا كَانَ يَلِيق أَن أظهر مخالفتهم فَسكت على الطَّائِفَتَيْنِ
وَأمرت غير مرّة أَن تُعَاد قِرَاءَة العقيدة جَمِيعهَا على هَذَا الشَّيْخ فَرَأى بعض الْجَمَاعَة أَن ذَلِك يطول وَأَنه لَا يقْرَأ عَلَيْهِ إِلَّا الْموضع الَّذِي لَهُم عَلَيْهِ سُؤال وأعظمه لفظ (الْحَقِيقَة) فقرأوه عَلَيْهِ
وَذكر هُوَ بحثا حسنا يتَعَلَّق بِدلَالَة اللَّفْظ فحسنته ومدحته عَلَيْهِ
وَقلت لَا ريب أَن الله حَيّ حَقِيقَة سميع حَقِيقَة بَصِير حَقِيقَة وَهَذَا مُتَّفق عَلَيْهِ بَين أهل السّنة والصفاتية من جَمِيع الطوائف وَلَو نَازع بعض أهل الْبدع فِي بعض ذَلِك فَلَا ريب أَن الله مَوْجُود والمخلوق مَوْجُود وَلَفظ الْوُجُود سَوَاء كَانَ مقولا عَلَيْهِمَا بطرِيق الِاشْتِرَاك اللَّفْظِيّ فَقَط أَو بطرِيق التواطىء المتضمن للإشتراك لفظا وَمعنى أَو بالتشكيك الَّذِي هُوَ نوع من التواطىء فعلى كل قَول فَالله مَوْجُود حَقِيقَة والمخلوق مَوْجُود حَقِيقَة وَلَا يلْزم من اطلاق الإسم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute