للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. كسقم وفقر ثمَّ ذل وغربة ... وَمَا كَانَ من سوء بِدُونِ جريمة

فَأَما الأفاعيل الَّتِي كرهت لنا ... فَلَا ترتضى مسخوطة لمشيئة

وَقد قَالَ قوم من أولي الْعلم لَا رضَا ... بِفعل الْمعاصِي والذنُوب الكريهة

وَقَالَ فريق ترتضى لقضائه ... لَهَا وَمَا فِيهَا فَيلقى بسخطه

كَمَا أَنَّهَا للرب خلق وَأَنَّهَا ... لمخلوقة لَيست كَفعل الغريزة

فنرضى من الْوَجْه الَّذِي هِيَ خلقه ... ونسخط من وَجه اكْتِسَاب بحيلة

ومعصية العَبْد الْمُكَلف تَركه ... لما أَمر الْمولى وَإِن بِمَشِيئَة

فان إِلَه الْخلق حق مقاله ... بِأَن الْعباد فِي جحيم وجنة

كَمَا أَنهم فِي هَذِه الدَّار هَكَذَا ... بل البهم فِي الآلام أَيْضا ونعمة

وحكمته الْعليا اقْتَضَت مَا اقْتَضَت من ال ... فروق بِعلم ثمَّ أيد وَرَحْمَة

يَسُوق أولى التعذيب للسبب الَّذِي ... يقدره نَحْو الْعَذَاب بعزة

وَيهْدِي أولي التَّنْعِيم نَحْو نعيمهم ... بأعمال صدق فِي رَجَاء وخشية

وَأمر إِلَه الْخلق تَبْيِين مَا بِهِ ... يَسُوق أولي التَّنْعِيم نَحْو السَّعَادَة ...

<<  <   >  >>